ذكر ابن كثير رحمه الله:
أن شيخ الإسلام لما ألف كتابه "الاستغاثة" ترصد له ابن البكري الصوفي على الطريق ومعه جماعة من أصحابه وضربوا شيخ الإسلام ضربًا شديدًا حتى طرحوه على الأرض ثم هربوا.. تجمع الناس بعدها ومعهم الجند وطلبوا من شيخ الإسلام أن يأذن لهم بالانتقام من ابن البكري فرفض شيخ الإسلام وقال لهم : "إما أن يكون الحق لي أو لكم أو لله؛ فإن كان لي فهو فى حلٍّ وإن كان لكم؛ فإن لم تسمعوا مني فلا تستفتوني، وافعلوا ما شئتم وإن كان لله، فالله يأخذ حقه كيف شاء متى شاء"..
لكنهم لم يكترثوا لكلام شيخ الإسلام وسعوا في طلب ابن البكري في كل مكان ..
لم يجد ابن البكري مكانا يختبئ فيه إلا بيت شيخ الإسلام..
آواه شيخ الإسلام وخبأه حتى يشفع له عند السلطان فيعفو عنه..وقد فعل.. وهذا الموقف العجيب جعل بعض علماء الأشاعرة يقولون عن شيخ الإسلام.. تخلق بأخلاق لا تكاد تحصل إلا لأنبياء الله تعالى وأفراد الناس..
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية..
البداية والنهاية (١٤/٧٦)، وذيل طبقات الحنابلة (٢/٤٠٠)، والعقود الدرية (ص٢٨٦)، والكواكب الدرية (ص١٣٩)
.