الجـــــــواب :
... و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.
وبعد:
انتشر بين الناس قول " ما شاء الله تبارك الله " إذا رأى الإنسان ما يعجبه وخاف على صاحبه من العين فهل ذلك موافق للسنة أم لا ؟ .
والجواب على ذلك كما يلي :
1. الصحيح من السنة أن يبرك الإنسان – أي الدعاء بالبركة - إذا رأى ما يعجبه وخاف على صاحبه من العين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق " .
رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ص 168 والحاكم 4 / 216 وصححه الألباني في " الكلم الطيب " 243 .
وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة ، فما لبث أن لبط به فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلاً صريعاً قال : مَن تتهمون به ؟ قالوا : عامر بن ربيعة ، قال : علام يقتل أحدكم أخاه ؟ ! إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره وأمره أن يصب عليه .
رواه ابن ماجه 3509 وأحمد 15550 ومالك 1747 .
2. أما قول بعض الناس إذا أعجبه شيء وخاف عليه من العين " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " ! مستدلين لذلك بالآية من سورة الكهف وبحديث أنس .
أما الآية وهي قوله تعالى { ولولا إذ دخلتَ جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } : فلا دليل فيها ، إذ لا علاقة للحسد بالموضوع ، وإنما أهلك الله جنتيه بسبب كفره وطغيانه ، والدعاء فيما يظهر من الآية – والله أعلم – يقال فيما إذا أنعم الله على عبد وخاف على نفسه من الغرور والبطر .
وأما الحديث : فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من رأى شيئاً فأعجبه فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله : لم تصبه العين " .
فالحديث ضعيف جدّاً !
قال الهيثمي : رواه البزار من رواية أبي بكر الهذلي ، وهو ضعيف جدّاً .
" مجمع الزوائد " 5 / 21 .
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه وإصابتها للمعين ، فليدفع شرها بقوله : اللهم بارك عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعه لما عان سهل بن حنيف : " ألا بركت " أي : قلت : اللهم بارك عليه ) زاد المعاد
يقول الشيخ : محمد المنجد حفظهُ الله في محاضرة حديث السبعين ألفا
وأما العائن فإنه يجب عليه إذا رأى ما يعجبه أن يبرك عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لـعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيش : (هلا برَّكت عليه) أي: هلا قلت: بارك الله عليك، أو بارك الله لك في أهلك وفي مالك، يبرك عليه ولا يقل: ما شاء الله تبارك الله، بل يقول: اللهم بارك فيه، اللهم بارك عليه. قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه وإصابتها للمعين ، فليدفع شرها بقوله : اللهم بارك عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعه لما عان سهل بن حنيف : " ألا بركت " أي : قلت : اللهم بارك عليه ) زاد المعاد
قلت : وما انتشار أكثر الأمراض الخطيرة والخسائر والمصائب اليوم إلا بسبب العين التي قد تكون من أقرب الأصدقاء والأهل وذلك لجهل الكثير بالأوراد المانعة لوقوعها أو ترديد أذكار لم تؤثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن السلف الصالح من الصحابة الكرام مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة الأذكار ويحفظهم كما يعلمهم القران بلا زيادة ولا نقصان ليتحقق أثرها وتكون سببا في السلامة من المصائب والكوارث .
هذا والله تعالى أعلم ...