الجـــــــواب :
... و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
الحمد لله.
روى النسائي في "السنن الكبرى" (10067) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (308) ، والطبراني في "الدعاء" (1912) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: " مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا قَطُّ ، وَلَا تَلَا قُرْآنًا، وَلَا صَلَّى صَلَاةً ، إِلَّا خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِسًا ، وَلَا تَتْلُو قُرْآنًا، وَلَا تُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا خَتَمْتَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْرًا خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرًّا كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً : سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ وصححه الألباني في "الصحيحة" (3164).
فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن ذكر كفارة المجلس يكون آخر كل مجلس يجلسه الرجل ، سواء كان مجلس ذكر ، أو مجلسا خلط فيه بشرّ ولغط ، فإن كان مجلس ذكر ختم له طابع على ذلك .
قال السندي رحمه الله :
"المراد أنه يكون مثبتًا لذلك الخير، رافعًا إلى درجة القبول ، آمنًا له عن حضيض الرد " .
وإن كان غير ذلك كان كفارة له . انظر : "مرعاة المفاتيح" (8/ 204).
وعلى ذلك؛ فيستحب للمسلم أن يختم مجلسه بهذا الذكر ، أي مجلس كان ، فإن كان مجلس قرآن ، أو صلى صلاة ، أو جلس مع أصحابه ، أو جلس مع أهل بيته ، أو جلس مجلس صلح ، أو غير ذلك ، ثم أراد أن يقوم ، قال هذا الذكر قبل أن يقوم مباشرة ، ثم قام .
ثانيًا :
لم يثبت دعاء في ختم القرآن بخصوصه ، لا هذا الدعاء ولا غيره ، وقد تبين مما سبق أنه ليس المراد بهذا الذكر والدعاء: ختم القرآن، أو غيره، بل هو عام في المجالس كلها.
لكن : يذكر العلماء استحباب حضور مجلس الختم ، قال "النووي" : "يستحب حضور مجلس ختم القرآن استحبابا متأكدًا "، "التبيان في آداب حملة القرآن" (159).
قال "ابن قدامة" في "المغني" (2/ 126) : "ويستحب أن يجمع أهله عند ختم القرآن وغيرهم ؛ لحضور الدعاء .
قال أحمد : كان أنس إذا ختم القرآن جمع أهله وولده .
وروي ذلك عن ابن مسعود وغيره ".
والله أعلم .